الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،
فظاهر السؤال أن الزوج لم يعاشر زوجته رغم أنه في صحة جيدة وما إذا كان يأثم من هذا الهجر.
والجواب: أن معاشرة الزوج لزوجته و إعفافها مما يوجبه عقد الزواج بينهما، بل هو أساس هذا العقد فقد جعل الله هذا العقد سكينة للزوجين ومؤدة ورحمة بينهما في قوله جل في علاه: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21)، ومن أسس عقد الزواج الإنجاب، فلا معنى للزواج دون إنجاب الأولاد قال تقدس اسمه: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً) (النحل:72)، فاقتضى حكما وعقلا أن للزواج أحكاما يجب مراعاتها ما لم يكن هناك عائق ومانع شرعي.
هذا في عموم المسألة: أما عن السؤال: فإذا كان الزوج يتعمد ترك زوجته دون معاشرتها، فهذا لا يجوز ويأثم على فعله؛ لأن للزواج أحكام كما ذكر ومن أهمها حسن المعاشرة، ومع ذلك فقد يكون للزوج عذر يخفيه كالضعف وعدم القدرة ولو كان يبدو في ظاهره سليما والواجب عليه أن يبدي لزوجته ما يجده من المرض أو غيره مما يمنعه من معاشرتها، وعليها كذلك أن تبدي له ضررها فإن استمر على حاله تلك فيجوز لها رفع دعوى أمام القاضي الشرعي.
والله تعالى أعلم