الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فالأصل في الرقية أن يكون محتواها مبني على ما ورد في كتاب الله عز وجل من الآيات البينات وما أنزل الله فيه من وجوب توحيده وطاعته وبيان ما فيه شفاء للقلوب والأبدان كقوله عز وجل: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ القرآن مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الإسراء:82]. وقوله جل في علاه عن وحيه على النحل بأن تتخذ من الجبال والشجر بيوتا لكي تخرج شرابا فيه شفاء للناس مما يدل على قدرته وعظيم قدره.
وما يرقي به الراقي في رقيته من قراءة سورة الفاتحة وسورتي البقرة وآل عمران فكل الآيات من كتاب الله فيها رحمة وشفاء للقلوب والأبدان ففي قراءة القرآن شفاء للقلوب واطمئنانها لقوله عز وجل: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد:28].
فالقلب إذا اطمأن سكنت الجوارح فكان في اطمئنانه شفاء لها.
هذا في عموم المسألة: أما عن سؤال الأخت عن نفع الرقية الشرعية لعلاج الأمراض فلا شك أن فيها علاج للأمراض أيا كان مسماها فالمهم أن يخلص الراقي النية ويعتقد أن الشافي هو الله عز وجل فهو الذي خلق العباد ويعلم أحوالهم وما يصيبهم في أبدانهم وفي هذا قال عز ذكره: ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الأنعام:17]. والمهم كذلك أن يكون الراقي على علاقة إيمان بربه حتى يكون مستجاب الدعوة وأن يكون مطعمه حلال ومشربه حلال فإذا سأل ربه الشفاء لمن يرقيه وهو على تلك الحال استجاب له وفي هذا قال عز وجل ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة:186].
فالحاصل: أن في الرقية الشرعية الصالحة شفاءً من الأمراض أيا كان مسماها.