سؤال من الأخت” م.ة” من الجزائر تقول: ما حكم جمع صلاة الظهر والعصر للمرأة التي خرجت للتسوق في السوق ولم تجد وقتا ولا مكانا لصلاة العصر هل يجوز لها أن تجمع العصر مع صلاة الظهر جمع تقديم؟

حكم جمع صلاة الظهر والعصر لمن خرجت إلى السوق

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد،

فقد بين الله عزوجل أوقات الصلاة في قوله عز ذكره: ” إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا”(النساء:103) والمعنى أنها مفروضة في أوقاتها فلا يجوز تقديم وقت من أوقاتها  إلا في حالات معينة للضرورة كتقديم صلاة العشاء قبل وقتها بسبب  المطر الشديد أو تقديم  وقت فرض آخر بسبب الحرب أو العواصف  أو البراكين أو نحو ذلك من أنواع الشدائد التي توجب هذا التقديم.

وكما أنه لا يجوز تقديم الصلاة قبل وقتها  إلا في حالات الضرورة فإنه لا يجوز تأخيرها عن وقتها وقد ذم الله ووعد بعقاب من يضيعها في قوله تقدس اسمه: ” فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا، إِلَّا مَن تَابَ” (مريم:59-60) كما توعد عزوجل بالعذاب من يسهو عن الصلاة ويؤخرها عن وقتها بقوله: ” فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ”(الماعون:4-5).

هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت فلا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها بسبب الذهاب للتسوق وتستطيع المرأة ترتيب وقتها فتصلي الصلاة في وقتها ثم تذهب للتسوق أو تصلي في أحد المساجد إذا أدركتها الصلاة أثناء تسوقها.

فالحاصل أنه لا يجوز تقديم الصلاة أو تأخيرها عن وقتها لأن الله عزوجل فرضها في أوقاتها فلا يجوز تجاوز هذا الفرض إلا في حالات الضرورة القصوى التي لا يستطيع المسلم تجاوزها.

والله تعالى أعلم.