سؤال من الأخت” م.ة” من الجزائر تقول: ما حكم التساهل في سجود السهو بمعنى هناك شخص عرف أنه سهى في صلاته ولكنه يتساهل في ترقيع صلاته بسجود السهو؟

حكم من يتساهل في سجود السهو

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد أما بعد،

فظاهر السؤال عمن يتساهل في الصلاة.

والجواب أنه إذا كان يتساهل في السجود السهو عمدا فهو مثل من يتساهل في أفعال الصلاة ، كالتساهل في الركوع والقيام أو أي عمل من أعمال الصلاة فصلاته هنا باطلة لأن الواجب عليه إذا سهى في صلاته أن يسجد قبل أن يسلم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : (إذا شَكَّ أحَدُكُمْ في صَلاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلاثًا أمْ أرْبَعًا، فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ ولْيَبْنِ علَى ما اسْتَيْقَنَ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أنْ يُسَلِّمَ، فإنْ كانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ له صَلاتَهُ، وإنْ كانَ صَلَّى إتْمامًا لأَرْبَعٍ كانَتا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطانِ)([1])، وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: صلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةً زاد فيها، أو نقَصَ منها، فلمَّا أتَمَّ قُلْنا: يا رسولَ الله، أحَدَثَ في الصَّلاةِ شيءٌ؟ قال: فثَنَى رِجْلَه فسَجَدَ سَجدتَينِ، ثم قال: “لو حَدَثَ في الصَّلاةِ شيءٌ لأخبرتُكم به، ولكِنْ إنَّما أنا بَشَرٌ، أَنْسَى كَما تَنْسَونَ، فإذا نَسيتُ فذَكِّروني، وإذا أَحَدُكم شكَّ في صَلاتِه فلْيتَحرَّ الصوابَ ولْيَبنِ عليه، ثمَّ لْيَسجُدْ سَجدتينِ”([2]).

 أما إن كان عدم سجود المشار إليه في السؤال  عن سهو أو نسيان أو جهل فصلاته صحيحة إن شاء الله.

 والله تعالى أعلم.

 

[1] – أخرجه مسلم برقم : (571).

 

[2] رواه البخاري (401)، ومسلم (572).