سؤال من الأخت” م.ة” من الجزائر تقول: ما حكم اعتكاف المرأة في بيتها في العشر الأواخر من رمضان؟

حكم اعتكاف المرأة في بيتها

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فظاهر السؤال عن اعتكاف المرأة في بيتها.

والجواب: إن أصحاب الإمام أبي حنيفة ذهبوا إلى جواز اعتكاف المرأة في مسجد بيتها، وهذا أفضل من مسجد الحي الذي يقع فيه بيتها، وهو أفضل من المسجد الأعظم، وليس لها أن تعتكف في غير موضع صلاتها، وإن لم يكن لها مكان متخذ للصلاة، فلا يجوز لها الاعتكاف في بيتها([1]).

وعند جمهور العلماء أن المرأة مثل الرجل لا يجوز اعتكافها إلا في المسجد، والمعنى أنه لا يصح اعتكافها في بيتها، ولما سئل ابن عباس -رضي الله عنهما- عن امرأة نذرت أن تعتكف في بيتها قال هذا بدعة([2]).

هذا في عموم المسألة: أما عن سؤال الأخت عن اعتكاف المرأة في بيتها في العشر الأواخر من رمضان، فالأمر فيه سعة فالمراد من الاعتكاف والاعتزال كثرة العبادة والذكر والدعاء وابتغاء الفضل، فلا أرى فيه مانعا مادام أنها في بيتها ولا تخرج.

والله تعالى أعلم.

 

[1] -تبيين الحقائق 1 / 350، وابن عابدين 2 / 129 ط بولاق، وحاشية العدوي 1 / 410، والمجموع 6 / 484، ومغني المحتاج 1 / 451 والروضة 2 / 398، وكشاف القناع 2 / 352.

[2] -الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما أخرجه البيهقي في (السنن الكبرى 4 / 316 ).