الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالجواب أن من يصلي قد يسهو في صلاته فينسى أحد أركان الصلاة أو واجباتها فإذا ذكر ترتب عليه تصحيح ما نسيه والأصل في هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ” إنَّما أنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، أنْسَى كما تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي”(^[1]).

والواضح من السؤال أن الأخت تسأل عما يجب حيال نسيان المصلي سجدة من سجدات صلاته   والواجب في هذا أن المصلي إذا نسي ركعة  أن يكملها بركعة ثانية بمعنى أنه إذا كان مأموما أن ينتظر تسليم إمامه ثم يقوم  فيصلي  هذه الركعة  الثانية  ويتشهد ويسجد للسهو، ويجب التفريق بين ما إذا كان النسيان في أركان الصلاة أو واجباتها فإذا كان في الأركان كالسجدة  فلا تسقط  إلا بجبرها بركعة ثانية ثم السجود بالسهو والأصل في هذا ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رَسولُ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ  صلَّى لَنا صلاةَ العَصرِ ، فسلَّمَ مِن رَكْعتينِ ، فقامَ ذو اليَدينِ ، فقالَ: أقَصُرتِ الصَّلاةُ أم نَسيتَ يا رسولَ اللَّهِ ؟ فأقبلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: على النَّاسِ، فقالَ: أصدَقَ ذو اليدينِ؟ فَقالوا: نعَم، فأتَمَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ما بقيَ منَ الصَّلاةِ، ثمَّ سجدَ سَجدَتينِ وَهوَ جالِسٌ بعدَ التَّسليمِ(^[2]).

أما الواجبات فيكفي فيها السجود للسهو ، ومن المهم الإشارة إلى أنه ينبغي أن تكون الركعة الثانية بعد تسليم الإمام فإن تأخر  الناسي عن قضائها مدة يومين أو ثلاثة أو أربعة بطلت صلاته ويعيدها من جديد.

وخلاصة الجواب أن على الأخت التي نيست سجدة في صلاتها أن تصلي ركعة ثانية لتكون بديلا عن الركعة التي سهت عنها  ثم تتشهد وتسلم  وتسجد للسهو فتكون صلاتها حينئذ صحيحة إن شاء الله.

والله تعالى أعلم.

[1] أخرجه البخاري(401).

[2] أخرجه البخاري (1227) بلفظ مقارب، ومسلم (573) باختلاف يسير.