سؤال من الأخت” م.ة “من الجزائر تقول فيه: نذرتْ أن تصوم يومي الإثنين والخميس مدى الحياة، ولكنها الحين غير قادرة على الصيام، فماذا تفعل؟.

حكم من عجز عن القيام بالنذر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالجواب: أن النذر الطاعة مما يجب الوفاء به، وقد مدح الله الأبرار، ووصفهم بأنهم يوفون بنذورهم في قوله-جل في علاه-: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾ (الإنسان:7).

والأصل في وجوب الوفاء به قول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلاَ يَعْصِهِ»([1]) والمعنى: أن النذر في الطاعة يجب الوفاء به حكمًا؛ لأن طاعة الله واجبة في كل الأحوال أصلا، أما النذر في المعصية فباطلٌ؛ لأن المعصية أصلا محرمة، ومن نذر على نفسه على طاعة وجب عليه الوفاء، وله أجر على فعله، ومن نذر في معصية فنذره فاسد، ويأثم عليه إذا فعله.

 هذا في عموم المسألة، أما عن السؤال فإن النذر يَلزمُ الأختَ التي نذرتْ؛ لأن الوفاء به واجب مثل الصيام الواجب بالشرع، أي: مثل صيام شهر رمضان.

فإذا كانت لا تستطيع الوفاء بالنذر بالصيام لكبر سنها أو مرضها، فتطعم كل يوم مسكينا أي تطعم عن يوم الإثنين مسكينا، وكذا عن يوم الخميس، وقال بهذا عدد من الصحابة والفقهاء([2])، فإن عجزتْ عن الفدية فإن الله لا يكلف عباده إلا ما يستطيعون. والله -تعالى- أعلم.

 

[1] –  أخرجه البخاري برقم (6696)

[2] – ينظر: فتح العزيز للرافعي (6 / 458).