سؤال من الأخت” م.ة ” من الجزائر تقول: امرأة لم تقض الصيام من شهر رمضان من العام الماضي بسبب الوسواس والأمور النفسية والآن كيف تقضي بعد رمضان هذا العام بمعنى أن قضاء صيام رمضان العام الماضي باق عليها؟

من لم تقض الصيام من شهر رمضان السابق بسبب الأمور النفسية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،

فظاهر السؤال أن امرأة لم تصم شهر رمضان الماضي حتى حل بها رمضان آخر، وكان ذلك بسبب ما تعرضت له من الوسوسة والسؤال عما تفعل.

والجواب: الصيام ركن من أركان الإسلام لا يسقط إلا بعذر من الأعذار الشرعية، والأصل في وجوب صومه قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183]، والأصل فيه أيضا قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أبو أمامه -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ( بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلَانِ فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ ) حتى قَالَ: ( ثُمَّ انْطَلَقَا بِي فَإِذَا قَوْمٌ مُعَلَّقُونَ بِعَرَاقِيبِهِمْ، مُشَقَّقَةٌ أَشْدَاقُهُمْ تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا، قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ)([1]).

هذا في عموم المسألة: أما عن سؤال فظاهره أن الأخت لم تصم بسبب ما تعرضت له من الوسواس وهذا مرض وزوال هذا المرض يوجب عليها قضاء ما فاتها من الصيام؛ لأنه لا يسقط عنها ولو حل عليها رمضان آخر بمعنى أن تصوم الشهر الحالي ثم تصوم ما سبقه والأصل فيه قول الله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:184].

والله تعالى أعلم.

[1] – أخرجه النسائي في “الكبرى” (3273). وصححه الألباني في “الصحيحة” (3951).