الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فظاهر السؤال أن السائلة لا تستطيع القيام للصلاة كما أنها لا تستطيع الجلوس على الأرض لمرضها.
والجواب أن لها أن تصلي وهي على الكرسي وتؤدي الصلاة حسب استطاعتها ففي الركوع تنحني و تعظم الله وتثني عليه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ”([1]) ولحديث حُذَيفةَ بن اليمان رضي الله عنه، قال: صلَّيْتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ ليلةٍ، فافتَتَح البقرةَ… ثم ركَعَ، فجعَل يقولُ: “سبُحانَ ربِّي العظيمِ”([2]).
ثم ترفع وتعود إلى وضعها الطبيعي وتحمد الله حمدا كثيرا طيبا ثم تسجد أي تنحني أكثر من الانحناء في الركوع وتدعو بما تشاء لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ”([3]) وبعد ذلك تعود إلى وضعها الطبعي جلسة على الكرسي وهكذا في الصلاة كلها.
هذا هو الواجب على من لا يستطيع القيام أو الجلوس على الأرض فقد يسر الله عزوجل لعباده أداء صلاتهم والأصل في هذا تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم للمريض أن يصلي بقوله: ” صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ”([4]).
فالحاصل أن للأخت السائلة أن تصلي وهي جالسة على كرسي وتركع وتسجد وهي عليه.
والله تعالى أعلم.
[1] أخرجه مسلم (479).
[2] أخرجه مسلم (772).
[3] أخرجه مسلم (479).
[4] أخرجه البخاري(1117).