سؤال من الأخت” م.ة” من الجزائر تقول: إحدى الأخوات تسأل وتقول ما حكم تناول المرأة المتزوجة حديثا حبوب مانع الحمل بحجة التريث إلى حين استقرار الحياة الزوجية؟

حكم تناول المرأة المتزوجة حديثا حبوب مانع الحمل

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالأصل منع هذه الحبوب؛ لأن من أهم أحكام عقد الزواج ومقاصده الإنجاب عملا بقول الله عز وجل: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَة) (النحل:72)، وعملا بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث معقل بن يسار -رضي الله عنه-: “تزوَّجوا الوَدودَ الولودَ فإنِّي مُكاثرٌ بِكُمُ الأُممَ”([1])، وقوله -عليه الصلاة والسلام- في حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: “يا معشر الشبًاب من استطاع منكم البًاءة فليتزوج”([2]).

هذا هو الأصل في المسألة فلا يجوز منع الإنجاب إلا بسبب مشروع كمرض الأم ونحوه، أما مجرد المنع، فهذا مخالف لإرادة الله وسنة رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-.

هذا من حيث العموم، أما عن سؤال الأخت عن التريث في الحمل لكونها متزوجة حديثا، فهذا مجرد خشية من عدم استمرار الزواج وهذا أيضا غير جائز، فالأصل حسن الفأل وليس سوءه، فالواجب عليها أن تحسن الظن بالله، وبأن زواجها سوف يستمر وتنجب الأولاد وتنشأ أسرة صالحة والشاهد في هذا ما رواه أبوهريرة -رضي الله عنه-أن النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- كان يُعجبُهُ الفَألُ الحسَنُ، ويَكْرَهُ الطِّيرةَ([3]).

فالحاصل أن على الأخت أن تتفاءل باستمرار زواجها وتنجب ففي الإنجاب خير لها.

والله تعالى أعلم.

[1] 1-أخرجه أبو داود (2050) واللفظ له، والنسائي (3227) وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود: ” حسن صحيح” (2050).

[2] أخرجه البخاري (5066)، ومسلم (1400) باختلاف يسير.

[3] أخرجه ابن ماجه (3536) واللفظ له، وأحمد (8393) وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه(2864).