الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فمن حيث العموم يصعب على طالبة ما أن تكون في مدرسة تحب أن تتعلم فيها، ثم تجد نفسها مجردة من لباس تحب أن تضعه على رأسها بحكم عقيدتها وتربيتها، ومما يصعب كذلك على وليها أن يراها ملزمة بحكم وجودها للدراسة في هذه المدرسة، ولن نشير إلى الأسباب التي تعتمد عليها هذه المدرسة، فهذا لا علاقة له بالسؤال.
إن المهم هو: ماذا يجب على الطالبة أن تفعل إذا أجبرتها المدرسة على ترك حجابها؟
فالجواب أنه ينبغي لها أن تستجيب لنظام المدرسة مادامت تدرس فيها؛ لأن من سلوك المسلم الالتزام بالضوابط والأسباب التي توضع له، مع أن في هذه الضوابط أو بعضها إكراهًا له، المهم أن يكون قلبه مطمئنًّا بالإيمان؛ لقول الله -عز وجل-: “إلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ”(النحل:196) ذلكم أن المشركين لما أخذوا عمار بن يا سر وعذبوه حتى قاربهم في بعض ما أرادوا، شكا ذلك لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (كيف تجد قلبك؟) قال: مطمئنًّا بالإيمان، فقال: (فإن عادوا فعد)([1]).
لهذا جوابًا عن السؤال: لا حرج -إن شاء الله- على الطالبة إذا تركت حجابها داخل المدرسة؛ للضرورة ودرءًا للفتنة.
والله – تعالى- أعلم .
([1]) أخرجه الحاكم في المستدرك ج٢ ص٣٨٩ والبيهقي في السنن الكبرى ج٨ ص٣٦٢ وانظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن ج8 ص182، والدر المنثور ج4 ص248.