سؤال من الأخت مفيدة من الجزائر، تقول: إخوتي كبار بالغون، ولا يعملون، هل يجوز إخراج زكاة مالي إليهم؟

حكم إعطاء الزكاة للإخوة الذين لا يعملون

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

بيّن الله-تعالى- في كتابه العزيز المستحقين للصدقة (الزكاة) بقوله -عز ذكره-: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}، [التوبة:60]. فهي بهذا لا تجوز لمن عداهم، فلا تجوز إذًا لغني ولا لقوي مكتسب، فإذا كان الإخوة في السؤال لا يستطيعون العمل بسبب عجزهم لمرض ونحوه، أو كان العمل لا يتوافر لهم؛ لأي سبب -حلت لهم الزكاة من مال أختهم، بل تجب لهم، ولها في ذلك أجران: أجر إخراج الزكاة، وأجر الصدقة على إخوتها المحتاجين، أما إذا كانوا يستطيعون العمل، ويتوافر لهم، فلا تجوز لهم الزكاة من أختهم، فقد روي أن عيسى -عليه السلام- رأى رجلًا؛ فقال: “ما تصنع؟” قال: “أتعبد”، قال: “من يعولك؟” قال: “أخي”، قال: “أخوك أعبد منك”([1]).

والله -تعالى- أعلم.

 

[1] – إحياء علوم الدين، للغزالي، ج4 ص65، كنز العمال، للمتقي الهندي، ج 4 ص 123، رقم (9858).