الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فظاهر السؤال عما إذا كان هذا الزواج ينتقص من كرامة المرأة.
والجواب عن هذا من وجهين:
الوجه الأول: أن هذا الزواج -كما يقول المبيحون له- تتوافر فيه أركان الزواج من الإيجاب والقبول والولي والشاهدين، وغير ذلك مما هو معلوم في عقد الزواج.
والفارق في هذا الزواج أن الزوج لا يرتبط بزوجته بمبيت دائم أو حضور دائم، بل تكون علاقته بها حسب مفهوم العقد، بمعنى أنه قد يكون متزوجًا من زوجة أخرى وله أولاد، وله نشاط لا يتيسر له الارتباط الدائم، كما هو الحال في الأحوال العادية.
الوجه الثاني: أن المرأة إذا وافقت على هذا الفهم للزواج، ورضيت به طائعة مختارة فترى حينئذ أن هذا الزواج لا ينتقص من كرامتها. فأم المؤمنين سودة بنت زمعة -رضي الله عنها- زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تنازلت عن ليلتها في المبيت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-([1])، فلم ينتقص ذلك من كرامتها ولا منزلتها؛ لأن ذلك تم باختيارها ورغبتها.
والله – تعالى- أعلم.
[1] أخرجه البخاري (2453).