سؤال من الأخت مريم من الجزائر: ما حكم البقاء مع زوج يترك زوجته قرابة العام في بيت أهلها دون السؤال عنها، وانقطعت بينهما كل وسائل الاتصال؟

ترك الزوج زوجته عند أهلها

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فظاهر السؤال أن الزوج ترك زوجته عند أهلها مدة عام، ولم يسأل عنها .

 والجواب أن الأصل في الزواج اجتماع الزوج بزوجته، مما يترتب عليه من إسكانها والإنفاق عليها ومعاشرتها بالمعروف، والأصل في ذلك أمر الله للأزواج بذلك، فقال -جل في علاه- : (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ)(الطلاق:6). وقال -تقدس اسمه- (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)(النساء:19). وهذا الأمر والنهي في علاقة الزوج بزوجته واضح في كتاب الله، وفي سنة رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- وواضح في عقد الزوجية، فالزوج يتعاقد مع زوجته بعهد الله وميثاقه، وهذا الميثاق من أشد المواثيق؛ لقول الله -تعالى-: (وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا)(النساء:21). وليس  من هذا الميثاق أن يترك الزوج زوجته عند أهلها ينفقون عليها وهي في عصمته، فهذا ينافي ما أمر الله به، وما أمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  من حقوق الزوجة على زوجها، كما ينافي ما في هذا الميثاق من الحقوق .

هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت فإذا كان ما فعله الزوج من ترك زوجته عند أهلها صحيحًا فهذا لا يجوز، وفيه إثم، ولها الحق في مطالبته بحقوقها في السكن والنفقة والمعاشرة بالمعروف، فإن لم يفعل فإنه يحق لها الرفع إلى القضاء لتحقيق حقوقها، وسوف يقدر القضاء وقائع القضية وما فيها من ملابساتها.

والله -تعالى- أعلم.