الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فإن الله عز وجل أمر بحسن المعاشرة بين الزوج وزوجته وتعاونهما في رعاية ولدهما فقال جل في علاه (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (النساء:19)، وقال تقدس اسمه (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ) (المائدة:2)، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مخاطبا أمته: (كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ)([1]). الأب مسؤول والأم مسؤولة.
والمشاهد والمحسوس أن الزوجين إذا تعاونا وأحسنا عشرتهما انعكس على ولدهما والعكس بالعكس قال الله عز وجل: (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا) (الأعراف:58).
والزوجان قد لا يكونان متساويين في غنائهما فقد يكون الزوج أكثر مالا، وقد تكون الزوجة أكثر غنى من زوجها.
والأصل أن الزوج هو المسؤول عن الإنفاق على أسرته بما فيها زوجته وفي هذا قال ربنا عز وجل: (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ) (البقرة:233)، وقد لا يستطيع الزوج الإنفاق على عائلته فإذا كانت زوجته أكثر قدرة منه، وجب عليها مشاركته في الإنفاق على عائلتهما، وهذا الوجوب مترتب بحكم حسن المعاشرة فقط، أما عبء النفقة فمترتب على الزوج، ومن باب الخلق وحسن المعاشرة أن لا تبخل الزوجة على زوجها وعائلتها، فتترك زوجها مدينا يتكفف الناس وهي ذات مال، فمساعدته أفضل من صدقتها على غيره، فالأقربون أولى بالمعروف، فقد كان نساء الصحابة رضوان الله عليهن يساعدن أزواجهن في الزراعة وفي التجارة والعمل.
هذا في عموم المسألة: أما عن سؤال الأخت فلا شك أن مساعدة زوجها في رعاية ولدهما أفضل من صدقتها على الفقراء، هذا إذا كان زوجها محتاجا، أما إذا كان غير محتاج ولم يطلب منها مساعدته، فتتصدق كيف شاءت.
والله تعالى أعلم.
[1] – أخرجه البخاري برقم: (2554)، ومسلم برقم:(1829).