الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،
فظاهر المسألة الشكوى من الجاء السوء.
والجواب: أن الله عزوجل أمر الإحسان إلى بالجار القريب والجار الجنب فقال:” وَٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُوا۟ بِهِۦ شَیۡـࣰٔاۖ وَبِٱلۡوَ ٰلِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنࣰا وَبِذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینِ وَٱلۡجَارِ ذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ”(النساء:31)كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الجار وذلك فيما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه:” ما زالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بالجارِ، حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ”([1]) وقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه أبوهريرة رضي الله عنه:” مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِ جارَهُ”([2]) وفي رواية:”مَن كان يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلْيُحسِنْ إلى جارِه ، ثلاثَ مراتٍ”([3]).
هذا في عموم المسألة، أما بالنسبة للسؤال فلا مناص من الجار السوء إلا بالصبر عليه فالعبد ليس له أن يختار جاره وهذا الجار قد يكون كريما وأخلاقه وفي دينه وفي محبته لجيرانه وقد يكون على العكس من ذلك لسوءه في خلقه وفي دينه وفي إيذائه لجيرانه ففي الصبر على أذى الجار أجر كبير وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر على أذى الجيران فيما رواه أبوهريرة رضي الله عنه:” جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يشكو جارَه، فقال : اذهب فاصبرْ فأتاه مرتين أو ثلاثًا فقال : اذهب فاطرحْ متاعَك في الطريق . فطرح متاعَه في الطريق، فجعل الناسُ يسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناسُ يلعنونَه : فعل اللهُ به، وفعل، وفعل، فجاء إليه جارُه فقال له : ارجعْ لا ترى مني شيئًا تكرهه “([4]).
ويمكن للسائلة أن تحث جيرانها المحسنين على نصحه لمخالفته لآداب الجوار التي أمر الله بها وهي المحبة وحسن العلاقة وعدم الأذى فإن لم يفعل ترفع شكوى إلى الحاكم الشرعي أو الرحيل عنه.
والله تعالى أعلم.
[1] أخرجه البخاري (6014)، ومسلم (2624).
[2] أخرجه البخاري (6018)، ومسلم (47).
[3] إتحاف الخيرة المهرة5/491.
[4] أخرجه أبو داود (5153) واللفظ له، وأبو يعلى (6630)، وابن حبان (520) باختلاف يسير وصححه الألباني في صحيح سننن أبي داود برقم(5153).