الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فإن الله -عزوجل- صور الإنسان وأحسن تصويره وركبه أحسن تركيبه وقومه أحسن تقويمه، فقال جل في علاه: (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) (غافر:64)، وقال تقدس اسمه: (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ، فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شَاءَ رَكَّبَكَ) (الانفطار:7-8)، وقال عز ذكره: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين:5) هذا هو تصوير الله لعباده فلا يجوز للعبد أن يتجاوز هذا التصوير، فإذا فعل ذلك أصبح يعبث في تصوير الله، والشيطان هو من يأمره بهذا العبث، وقد حكى الله -عزوجل- بقوله: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا) (النساء:119)، وفي الحديث القدسي أن الله -عزوجل- قال: “قالَ اللَّهُ -عز وجل-: ومَن أظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أوْ شَعِيرَةً “([1]).
هذا في عموم المسألة: أما عن سؤال الأخت فلا يحل لها أن تعمل على تغيير خلق الله استجابة للعبث فيه، هذا لا يجوز بل هو محرم.
والله تعالى أعلم
[1] أخرجه البخاري (7559)، ومسلم (2111).