سؤال من الأخت ل.ن. من الجزائر، تقول فيه: ما حكم الصلاة مع وجود صور الإنسان معلقة على جدران الغرفة؟

الصلاة في مكان فيه صور

   الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

    فالأصل كراهة الصور كراهة تحريم، خاصة ذوات الأرواح منها،  والشاهد في ذلك  أحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منها قوله -عليه الصلاة والسلام-  : (لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب، ولا صورة تماثيل)([1]). ولعن النبي -عليه الصلاة والسلام- الواشمة ….. ولعن المصورين)([2]).ومنها قوله  -عليه الصلاة والسلام-  : (من صور صورة في الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ)([3]). فهذه الأحاديث  تدل على تحريم  التصوير، خاصة ذوات الأرواح.

    هذا في عموم المسألة، أماعن سؤال الأخت، فالواجب ألا يكون أمام المصلي ما يشغله ويذهب خشوعه، وقد مدح الله الخاشعين في صلاتهم؛ بقوله -عز وجل-:(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ *الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)(المؤمنون:1-2). ورأى ابن المسيب رجلًا يعبث بلحيته في الصلاة فقال: إني لأرى هذا لو خشع قلبه خشعت جوارحه ([4]).ولما كان من طبع الإنسان أن يزيغ بصره إلى ما يكون أمامه، اقتضى ذلك كراهة وجود الصور في المكان الذي يصلي فيه، وإزالتها، مع التوكيد على تحريم الصور والتماثيل المجسمة.

                                                والله – تعالى- أعلم .

 

[1] – أخرجه البخاري برقم : (3225).

[2] – أخرجه البخاري برقم : (5347).

[3] – أخرجه البخاري برقم : (5963).

[4] – أخرجه عبد الرزاق في مصنفه برقم : (3309).