سؤال من الأخت ق.ي. يقول: ما هو القول الراجح في هيئة الجلوس في التشهد؟

التورك في الصلاة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فهناك خلاف في هذه المسألة بين بعض الفقهاء، فذهب أصحاب الإمام الشافعي إلى أنه يستحب التورك في التشهد الأخير في الصلوات كلها، سواء كانت ذات تشهدين أو تشهد واحد؛ لما رواه البخاري عن أبي حميد الساعدي -رضي الله عنه- في صفة صلاة رسول الله -صلى  الله عليه وسلم- وفيه قوله:” وإذا جلَس في الرَّكعةِ الآخِرةِ، قدَّم رِجْلَه اليُسرى، ونصَبَ الأخرى، وقعَدَ على مَقعدتِه”([1])،وفي هذا قال الإمام النووي -رحمه الله-:” مَذْهَبُنَا أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَجْلِسَ فِي التَّشَهُّدِ الْأَوَّلِ مُفْتَرِشًا وَفِي الثَّانِي مُتَوَرِّكًا ، فَإِنْ كَانَتْ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ جَلَسَ مُتَوَرِّكًا “([2]).

وعند أصحاب الإمام أحمد أن التورك في التشهد الأخير، وفي كل صلاة ذات تشهدين، أي في الركعة الأخيرة من المغرب، وكذا الأخيرة من العشاء والأخيرة من العصر والظهر، إما إذا كانت الصلاة ثنائية كصلاة الفجر والسنن الرواتب فليس فيها تورك ([3]).

فالحاصل إذًا جوابًا للأخت السائلة أن التورك في التشهد الأخير في كل صلاة فيها تشهدان، وهذا للرجال والنساء سواء.

 

[1] رواه البخاري (828).

[2] المجموع شرح المهذب ج3 ص 431.

[3] ينظر: كشف القناع عن متن الإقناع للبهوتي ج1 ص 364، والمغني لابن قدامة ج1 ص 318.