سؤال من الأخت ق..ج من الجزائر، يقول: هل يجوز التكلم مع شيخ أو إمام فقط بغرض طلب العلم ؟ أو حتى طالب مثلًا يدرس معك التخصص نفسه ، وهل توجد في ذلك فتنة ؟ وجزاكم الله خيرًا

فضل طلب العلم وممن يؤخذ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على نبيه الأمين، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد :

  فظاهر السؤال أن الأخت تسأل عما إذا كان يجوز الحديث عن طلب العلم مع أحد المنتسبين له. والجواب أنه ليس في هذا الحديث ما يمنع منه، فلها أن تسأل عن طلب العلم ممن ترى أنه أهل لذلك، من العلماء المشهورين بعلمهم ومعرفتهم بأحكام الله وسنة رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- .

  والأصل في هذا قول الله -عز وجل-: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)(النحل:43)،  والأصل فيه أيضًا قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض، حتى الحيتان في الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر)([1]).

  والحاصل أن للأخت أن تسأل من تشاء من العلماء المشهورين بالعلم .

[1] –  أخرجه أبو داود برقم (3641).