الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فالأصل في التصوير التحريم لما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ” إنَّ أشدَّ النَّاسِ عذابًا عندَ اللَّهِ المصَوِّرونَ”([1]) وقوله عليه الصلاة والسلام في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “إنَّ الَّذينَ يصنَعونَ هذهِ الصُّوَرَ يُعذَّبونَ يومَ القيامةِ فيُقالُ لَهُم: أحيوا ما خَلَقتُمْ”([2]).
والتصوير على نوعين: الأول التصوير المجسم: وهذا محرم في كل الأحوال؛ لأنه رمز للتماثيل التي كانت تعبد من دون الله، وقد ذمها الله في القرآن وعلى لسان أنبيائه ورسله -عليهم السلام- وفي المجادلة بين نبي الله إبراهيم عليه السلام وبين قومه المشركين كان يقول لهم: ﴿مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ، قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ، قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [الأنبياء:52-54].
النوع الثاني: الصور الشمسية: فقد فرض واقع الحياة هذه الصور وحاجة الإنسان إلى حفظ وثائقه وحاجاته فأصبحت الصور جزءا من حياته.
هذا في عموم المسألة: أما عن سؤال الأخت فلا حرج إن شاء الله إذا احتفظت بصورة المتوفى من أسرتها كوالديها لكي تذكرهم وتدعو لهم بالرحمة وتستغفر لهم فهذا كله جائز وتحكمه النية فكل عمل من أعمال العبد محكوم بالنية لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى “([3]).
فالحاصل أنه يحرم الاحتفاظ بالصور المجسمة أما الصور الشمسية فلا حرج فيها إن شاء الله إذا لم تكن تستخدم في أمور غير مشروعة فحينئذ يحرم تداولها أو الاحتفاظ بها.
والله تعالى أعلم.
[1] أخرجه البخاري (5950)، ومسلم (2109) باختلاف يسير.
[2] أخرجه البخاري (5951)، ومسلم (2108) باختلاف يسير.
[3] أخرجه البخاري (1) وأخرجه مسلم (1907) باختلاف يسير.