الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالصلاة أمرها عظيم، والتهاون فيها مما حرمه الله وحذر عباده منه، وفي هذا قال – -عز وجل- : (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا) [مريم: ٥٩-٦٠]، وقال -عز ذكره-: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) [الماعون: ٤-٥]، أي غافلون عنها، والويل هنا إما واد في جهنم أو عذاب شديد، هذا في كتاب الله، أما في سنة رسوله محمد – صلى الله عليه وسلم – فقال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)([1])، ومن أهل العلم من يرى أن التهاون في الصلاة يعد كفرًا، ولو كان المتهاون بها يقر بوجوبها. والصلاة عمود الإسلام، والصلة بين العبد وربه؛ فالتهاون بها يقطع هذه الصلة ويخالف أمر الله وأمر رسوله. وهؤلاء الأولاد -هداهم الله- يرتكبون بتهاونهم في الصلاة منكرين اثنين، أولهما: تخلفهم عن الصلاة، وهذا مما عده الله ضياعًا، عاقبته العذاب كما ورد في الآية. وثاني المنكرين: عدم طاعتهم لأمهم في أمرها لهم بالصلاة، وهذا يعد عقوقًا منهم لها، والعقوق مما حرمه الله ورسوله.
والإشكال هنا هو ما ينبغي التنبيه عليه، وهو أن تهاون الأولاد في الصلاة غالبًا ما يكون نتيجة إهمالهم في الصغر، وعدم أمرهم بها، وهذا ما نبه عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بقوله: (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر) فلا شك في أن تعويد الطفل في صغره الصلاة يطبع في قلبه حبها، والاستمرار في المحافظة عليها في كبره.
وليس على الأخت في السؤال إلا الاستمرار في دعوة أولادها إلى الصلاة، وأمرهم بها، والدعاء لهم بالهداية، فعسى الله أن يهدي شباب المسلمين، ويوفقهم للتمسك بدينهم. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
[1]– أخرجه الترمذي (2621)، والنسائي (463)، وابن ماجه (1079)، وأحمد (22987).