الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن صلاة الضحى من سنن التطوع المشهود بفضلها، وقد ورد في فضل هذه الصلاة أحاديث عدة، منها ما رواه بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ في الإنسانِ ستونَ وثلاثمائة مفصلٍ، فعليه أن يتصدَّقَ عن كلِّ مفصلٍ منها صدقةً، قالوا : فمَن الذي يطيقُ ذلك يا رسولَ اللهِ؟ قال: النخاعةُ في المسجدِ تدفنُها ، أو الشيءُ تُنحيهِ عن الطريقِ ، فإن لم تقدرْ فركعتا الضحَى تُجزئُ عنك “([1]) ومنها ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: ” أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ”([2]) وما رواه أبوذر الغفاري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ” يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيـرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهـْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى”([3]).
وهذه الصلاة من صلاة التطوع، وهي سنة مستحبة، وفيها فضل عظيم.
هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت عن نسيانها فلا جناح عليها -إن شاء الله-، فهـي سنة وليست فرضًا، والشاهد فيه ما رواه أبوسعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: “ كانَ النبـيُّ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- يصلي الضحى حتى نقولَ : لا يدعُها ، ويدعُها حتـى نقولَ : لا يصليها “([4]).
[1] أخرجه أبو داود (5242) واللفظ له، وأحمد (23037) وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم (5242).
[2] رواه البخاري رقمه(1178) ومسلم برقم(721).
[3] أخرجه مسلم (720).
[4] إرواء الغليل(460) وقال الألباني” ضعيف”.