الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالسؤال غير واضح، ولكن يفترض أن الأخت تسأل عما إذا كان من الجائز أداء صلاة الوتر وصلاة الضحى مثلًا بنية واحدة، فيقول العبد: نويت أن أصلي الوتر وصلاة الضحى ويكتفي بهذه النية عندما يصلي الضحى. إذا كان هذا هو المقصود فلا يجوز التلفظ بالنية؛ لأن محلها القلب، فلا يجوز التلفظ بها؛ لأن الله -عز وجل- يعلم ما يخفيه العبد وما يسره؛ لقوله -عز ذكره-: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: ١٩]، وقوله: (لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) [سبإ: ٣]، فإذا كان هذا هو المقصود من السؤال، فلا يحتاج العبد إلى نية واحدة في نافلتين، بل ينوي أن يصلي صلاة الوتر عند وقتها قبل النوم أو بعده، فإن صلاها أول الليل حتى لا يغلبه النوم فذلك خير، والأصل فيه حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أَوْصَاني خلِيلي ﷺ، بثَلاثٍ: صيَامِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِن كلِّ شَهرٍ، وَرَكعَتَي الضُحى، وأَن أُوتِر قَبْلَ أَنْ أَنامَ)([1])، وإن صلاها آخر الليل ففي ذلك فضل عظيم، ففي الحديث: (ينزلُ اللهُ كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا، حين يبقى ثلثُ الليلِ الآخرِ، فيقولُ: من يدعوني فأستجيبُ له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرُني فأغفرُ له).([2]) وإذا نوى (العبد) أن يصلي صلاة الضحى، فإنه ينويها في وقتها؛ فلا يحتاج إذًا إلى نية واحدة لنافلتين، بل نية واحدة في قلبه عندما يريد أن يصلي أيًّا من النوافل. والله – تعالى- أعلم.
[1] –رواه البخاري برقم (1178).
[2] –أخرجه البخاري (1145)، ومسلم (758).