سؤال من الأخت فاطمة من الجزائر، تقول: زوجي يطلب مني إرسال صور عارية، وأنا رافضة، كيف أقنعه من الناحية الشرعية، من فضلكم؟

حكم طاعة الزوج في طلب إرسال صور عارية

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فظاهر السؤال أن الزوج يطلب من زوجته أن ترسل له صورًا عارية وهي تأبى ذلك.

والجواب عن هذا من وجهين:

أحدهما: الاحتمال أن الزوج يطلب صور زوجته صورًا عارية لها، وهذا الطلب محرم بكل المقاييس الشرعية والخلقية، وطلب صور عارية لها يعد هتكًا لسترها وتعدٍّ عليها بالفحشاء، وهذا ما حرم الله في قوله -عز وجل- لنبيه ورسوله: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) (الأعراف: 33)، وطلب الزوج لهذه الصور من زوجته مما ينافي عقد زواجها؛ فلها الحق في معصيته وعدم طاعته، وهو أصل قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)([1])، وطلب الزوج لهذه الصور من أشد المعاصي؛ فاقتضى هذا معصيته فيما طلبه.

الوجه الثاني: إن كان طلب الزوج إرسال صور عارية لغير زوجته فالواجب عليها عدم طاعته؛ لأن ذلك نشر للفحشاء، وتتبع للعورات، وتعدّ على الحقوق، وإشاعة للفحشاء بين الناس، والأصل فيه قول الله – تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (النور:19)، والأصل فيه أيضًا قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (يا معشر من آمن بلسانه، ولم يفض الإيمان إلى قلبه: لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورات المسلمين، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فيفضحه ولو في جوف رحله)([2]).

فالحاصل: أن على الزوجة في السؤال معصية زوجها فيما طلبه، وعدم طاعته،والواجب عليه أن يتوب إلى الله ويستغفره عما طلب.

والله تعالى أعلم.

[1] – أخرجه الطبراني في المعجم الكبير برقم: (381) وأصله في الترمذي برقم: (1707)، صححه الألباني في صحيح الجامع، (٧٥٢٠)..

[2] – أخرجه الترمذي برقم: (2033) قال شعيب الأرنؤوط في تخريج شرح السنة، (٣٥٢٦): إسناده حسن، وله شاهد.