سؤال من الأخت “فاطمة الزهراء” من الجزائر، تقول الأخت: أريد معرفه مقدار مساهمة الزوجة العاملة في النفقة في بيت الزوجية؟

مساهمة الزوجة في النفقة على البيت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالجواب أن النفقة على البيت من واجب الزوج، فينفق الزوج على زوجته وعلى أولاده؛ عملاً بقول الله -تعالى-: ” وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ”(البقرة:233) وقوله -جل في علاه-: ” لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ”(الطلاق:7) كما أن واجبه في هذا الإنفاق مترتب من مسؤوليته وقوامته؛ لقول الله -تعالى-: ” الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ “(النساء:34).

هذا في عموم المسألة، أما عن السؤال فإن الزوجة العاملة تكسب من عملها، وكسبها حق لها وحدها، فإن كان الزوج قد اشترط عليها المساهمة في النفقة وجب عليها تنفيذ هذا الشرط؛ لأن المسلمين على شروطهم، فإن لم يكن قد اشترط عليها هذا الشرط فهي بالخيار، إما أن تساهم وإما أن تمتنع.

أما نسبة المساهمة في حال وجوبها  -شرطًا أو خيارًا- فتحكم هذا الأمر العادة، وما تعارف عليه الناس في هذه  الأحوال؛ لأن ما رآه المسلمون حسنًا فهو عند  الله حسن([1])، كما تحكمه المعاشرة  الحسنة التي أمر الله الزوجين بها.

  والله -تعالى- أعلم.

[1] أخرجه أحمد (3600) واللفظ له، والطبراني (9/118) (8582) تخريج المسند لشعيب الأرناؤوط (3600) وقال: حسن.