سؤال من الأخت” ع.ي” من آلمانيا تقول: ماذا تفعل من كانت صائمة صيام النافلة، وقد وجهت إليها دعوة لتناول الغداء في مناسبة نسائية للجيران؟

حكم من كان يصوم صيام نافلة فأفطر قبل أن يتم صيامه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالواضح من السؤال أن الأخت تسأل عمن كانت تصوم صيام نافلة ثم جاءتها دعوة لتناول طعام فأفطرت.

والجواب: إنه يجوز للصائم صيام نافلة أن يفطر أثناء صومه، كما لو جاءته دعوة من قريبه أو جاره أو صديقه أو لحضور مناسبة وقت الغداء، وكذلك لو نزل به ضيوف، يفطر لضيافتهم، وكذلك يجوز له أن يفطر في صيامه إذا اشتد به الجوع أو العطش أو كان في حضرة طعام يشتهيه حتى لو لم يكن جائعا جوعا شديدا، فكل هذا يجوز فيه الإفطار إذا كان الصيام صيام نافلة، والأصل في هذا فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أتاها، فقالَ: هل عندَكُم طعامٌ؟ فقُلتُ: لا ! فقالَ: إنِّي صائمٌ. ثمَّ جاءَ يومًا آخرَ، فقالت عائشةُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنَّا قد أُهْديَ لَنا حَيسٌ، فدعا بِهِ، فقالَ: أما إنِّي قد أصبحتُ صائمًا. فأَكَلَ([1])، فدل هذا على جواز إفطار الصائم صيام نافلة، قبل تمام صومه لسبب مشروع، ومع هذا فالأفضل أن يتم صومه، ما لم يكن هناك حاجة، ففي هذا الأمر سعة.

فالحاصل جوابا على السؤال: أنه يجوز الفطر في صيام النافلة، ولا حرج في ذلك مادام أن هناك حاجة.

والله تعالى أعلم

[1] أخرجه النسائي (2328) واللفظ له، وأخرجه مسلم (1154) باختلاف يسير.