سؤال من الأخت ع.ت. من ليبيا، يقول: محتاجة لشراء بضاعة من الصين، والبدء في العمل التجاري، هل يجوز لي أن أستخير الله في ذلك؟

صلاة الاستخارة لشراء بضاعة أو العمل التجاري

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فصلاة الاستخارة من السنن المشروعة والمستحبة، فقد يهم عبد من عباد الله بأمر من أمور حياته، فيطلب عون ربه على قضاء هذا الأمر، فأقرب ما يكون إلى ربه في الصلاة، فيتطهر ويصلي ركعتين ويقرأ فيهما الفاتحة، ثم ما يشاء من كتاب الله، والأصل في ذلك ما ورد في حديث جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما- قال: ” كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به. قال: ويسمي حاجته”([1])، ومن المهم الإشارة إلى أن المستخير لا يكون عازمًا على فعل الأمر أو تركه، فإذا كان كذلك لم يكن مستخيرًا؛ لأنه عزم على الفعل أو على تركه، إنما الاستخارة تكون فيما يتردد فيه فيطلب الخيرة من ربه.

  فالحاصل جوابًا للأخت السائلة أن لها أن تستخير الله فيما ترغب فيه، من تحقيق شيء لها فيه مصلحة في دينها ودنياها، وأن تدعو الله بالدعاء المأثور والمشار إليه. والله -تعالى- أعلم.

[1]– أخرجه البخاري (1162).