الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فما يقال عن عدم جواز بيع الأرض، متولد من حب الإنسان لأرضه فيخشى من التفريط فيها، بحسبها المكان الذي يزرع فيه قوته، والمكان الذي يؤويه ويحميه، وتكون هذه الخشية من الذين أجهدوا أنفسهم في الحصول عليها، فيغرسون في أولادهم أن بيع الأرض محرم، وأن من يبيع أرضه يكون كذا كذا، بل يجعلون هذا البيع مساويًا لبيع العرض، ونحو ذلك من الأقوال المغلظة التي تحرم بيعها، ويشتد الحرص على عدم هذا البيع خاصة في الأراضي الزراعية وأراضي الأشجار والنباتات، فيوصي أصحابها عند وفاتهم بإيقافها على ذرياتهم أو للصالح العام، حسب ما يكون شائعًا في بيئتهم.
هذا في العموم، أما عن سؤال الأخت فبيع الأرض جائز ما لم تكن محجرة أو موقوفة، أما من يملك أرضه فله الحق في التصرف فيها بيعًا ورهنًا ونحو ذلك من التصرفات المشروعة.
والله -تعالى- أعلم.