سؤال من الأخت” ع.ة” من تركيا تقول فيه: هل من شرط تلاوة القرآن الكريم أن يكون التالي مستقبلا للقبلة؟.

هل يشترط استقبال القبلة عند تلاوة القرآن الكريم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالجواب: أن قارئ القرآن الكريم لا يلزمه أن يستقبل القبلة أثناء قراءته، فتجوز القراءة في أي مكان باستثناء الأماكن النجسة؛ لأنه كلام الله، وهو طاهر مطهر، منزل من عند الله-جل في علاه-، فإن كان القارئ للقرآن الكريم يصلي فرضا أو نفلا فلا بد أن يكون مستقبلَ القبلةِ؛ لأن ذلك من شروط الصلاة عملا بقول الله-عز وجل: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾ (البقرة: 144)، أما إن كان القارئ في المسجد للذكر والدعاء من غير الصلاة فالغالب أن يكون مستقبلَ القبلةِ، مع أن ذلك لا يلزمه، وأما إن كان في مكان آخر كالسيارة أو الطائرة فهذه في سيرها قد لا تكون تسير نحو القبلة، وقد يكون العبد في منزله يقرأ القرآن، فلا يلزمه أن يكون مستقبلَ القبلة.

المهم في قراءة القرآن تدبر آياته وأحكامه، وما أنزله الله فيه من البشرى للمؤمنين، والرحمة للمحسنين، والمهم-أيضا-أن تكون القراءة  في الأماكن الطاهرة؛ لأن الله-عز وجل-أنزل القرآن طاهرا مطهرا كما قال-عز  ذكره-: ﴿إنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الواقعة:77-79).

فالجواب عن السؤال: أنه لا يلزم القارئَ للقرآن الكريم  أن يقرأ وهو مستقبل القبلة. والله-تعالى-أعلم.