سؤال من الأخت” ع.ء” من الجزائر تقول فيه: ما حكم وضع المصحف تحت المخدة أو بجوار السرير؛ لمنع الكوابيس، وحفظ الإنسان؟.

حكم وضع المصحف تحت المخدة والسرير لدفع الكوابيس

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،

فالجواب: أن هذا لا يجوز؛ لما فيه من إهانة لكتاب الله، والاعتقادُ بأن وضع المصحف تحت الوسادة  يدفع الكوابيس([1]) اعتقادٌ غيرُ صحيح، فهذه الكوابيس من تَرَبُّصِ الشيطان بالعبد، فالمصحف فيه كلام الله، وهذا الكلام منزه عن كل ما يتعارض مع قدسيته وتنزيهه.

هذامن جهة، ومن جهة أخرى يستطيع العبد أن يتغلب على الكوابيس بالاستعاذة بالله من شر الشيطان ووساوسه، وقراءة المعوذات، وآية الكرسي، وقراءة سورة الإخلاص، ففيها ثلث القرآن، والأذكار كثيرة في ذلك، ومنها ما رواه أبو هريرة-رضي الله عنه-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: «إذا أوَى أحَدُكُمْ إلى فِراشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِراشَهُ بداخِلَةِ إزارِهِ؛ فإنَّه لا يَدْرِي ما خَلَفَهُ عليه، ثُمَّ يقولُ: باسْمِكَ رَبِّ وضَعْتُ جَنْبِي، وبِكَ أرْفَعُهُ، إنْ أمْسَكْتَ نَفْسِي فارْحَمْها، وإنْ أرْسَلْتَها فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ به عِبادَكَ الصَّالِحِينَ»([2]).

وما رواه أبو هريرة-رضي الله عنه-أيضا-أنَّ أبا بَكرٍ الصِّدِّيقَ-رَضيَ اللهُ عنه-قال: يا رَسولَ اللهِ! مُرْني بكَلِماتٍ أقولُهُنَّ إذا أصبَحتُ، وإذا أمسَيتُ، قال: «قُلِ: اللَّهمَّ فاطِرَ السَّمَواتِ والأرضِ، عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، رَبَّ كُلِّ شَيءٍ ومَليكَه، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفْسي ومِن شَرِّ الشَّيطانِ وشِركِه. قال: قُلْها إذا أصبَحتَ وإذا أمسَيتَ وإذا أخَذتَ مَضجَعَكَ»([3]).

فالحاصل: أن وضع المصحف تخت الوسادة والسرير لا يجوز؛ لما فيه من التدنيس لكلام الله، ومن يتعرض للوساوس عليه أن يقرأ الوِرْدَ قبل النوم ، فهذا هو العلاج لما يتعرض له من الوساوس أثناء النوم. والله-تعالى-أعلم.

 

[1] الكَابُوسُ: ضَغطٌ يقع على صدر النائم، لا يقدِرُ معه أَن يتحرك. قيل: ليس بعربي، وهو بالعربية: الجاثُومُ، والباروكُ، والنِّئْدِلانُ، ينطر: لسان العرب: كبس، والقاموس المحيط للفيروز آبادي: كبس.

[2] – أخرجه البخاري برقم (6320)، ومسلم برقم (2714).

[3] -أخرجه أبو داود (5067)، والترمذي (3392)، وأحمد (51) باختلاف يسير، صححه الألباني في صحيح أبي داود، (٥٠٦٧).