الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،
فالجواب: أن الظاهر أن السؤال عن وضع صورة المريض داخل المصحف للاستشفاء، وهذا لا يجوز، فالاستشفاء ينبغي أن يكون بسؤال الله-عز وجل-، سواءٌ أكان من المريض نفسِه أم ممن حوله، ويكون الاستشفاء بالرقية الشرعية الخالية من الشوائب، وأهم ما فيها سؤال الله للمريض، أما وضع صورة المريض في المصحف فلا يجوز؛ لأن القرآن الكريم كلام الله، وهذا الكلام منزه عن الصور والمبتدعات.
وإن الواجب على المريض سؤال الله له العافية، والإخلاص في هذا الدعاء، وفي هذا قال-جل في علاه-: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (البقرة: 186)، وقال-عز ذكره-: ﴿وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً﴾ (الأعراف: 205). وقال-تقدس اسمه-: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ﴾ (غافر: 60).
فدل هذا على ما يجب على المسلم من دعاء الله؛ لكشف ضره حال مرضه: ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ﴾ (يونس: 107).
فالحاصل: أنه لا يجوز وضع صورة المريض في داخل المصحف بقصد الاستشفاء، فهذا لا يجوز، بل على المريض أن يدعو الله لكشف ضره؛ لأنه لا يكشف الضر إلا هو . والله-تعالى-أعلم.