سؤال من الأخت ( عفة فتاة )من الجزائر، تقول: ما حكم إجهاض الجنين قبل نفخ الروح وبعده؟

إجهاض الجنين وحكمه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فيحرم الإجهاض بعد مضي مائة وعشرين يومًا على الحمل، ويعد الإجهاض بعد هذه المدة جريمة وجناية على إنسان مؤمن، أما إذا كان الإجهاض قبل بلوغ الحمل مائة وعشرين يومًا فالأمر يختلف، فإذا أسقطت المرأة ما ليس فيه صورة فلا شيء عليها؛ لأنه لا يعلم أنه جنين، فإن شهد ثقات من الأطباء أو القوابل أن في الطرح مبدأ خلق آدمي، ولو بقي تصور، فقيل الأصح أنه لا شيء فيه؛ لأنه لم يتصور فلم يجب فيه شيء؛ لأنه كالعلقة، فالأصل براءة الذمة.

وتحريم الإجهاض بعد المائة والعشرين يومًا من الحمل مجمع عليه، ولكن شريعة الله شريعة كمال وأمان، وشريعة تسامح تأمر باليسر عند العسر، وتدفع الحرج عند الضيق، فيستثنى من قاعدة التحريم وجود خطر على الأم بسبب الجنين، فالمحافظة على الأم مصلحة لها، وهذه أعم وآكد من المحافظة على الجنين، فهو جزء متصل وهي كيان منفصل، وهو فرع لم يكتمل وهي أصل مكتمل، وفوات فرع أهون من فوات الأصل.

كما يستثنى من قاعدة التحريم جرائم الاغتصاب، وهذه أشد الجرائم التي تعاني منها المرأة في الزمن المعاصر؛ لما يحدثه لها من آلام نفسية واجتماعية، وما يحدث كذلك للجنين من آثار نفسية واجتماعية بعد كبره واستوائه، فهاتان الحالتان من حالات الضرورة يجب تقديرهما من قبل القضاء والأطباء.

والله -تعالى- أعلم.