سؤال من الأخت ” عائشة” من جمهورية تركيا تقول: هل تقبل توبة الشيطان؟

هل للشيطان توبة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فظاهر سؤال الأخت من تركيا عما إذا كان للشيطان توبة.

والجواب إن كان المراد من السؤال عن الشيطان أي إبليس كما ورد هذا الاسم في القرآن الكريم، فالجواب أن هذا لا توبة له لأنه استكبر وامتنع عن السجود لآدم كما أمر الله الملائكة بذلك فكان باستكباره مستحقا للعنة الله وخلوده مع أتباعه في نار جهنم  وفي هذا قال الله عزوجل: ” وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ”(ص:78) وقال تقدس اسمه: “قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ، لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ”(ص:84-85) فهذا الشيطان أوإبليس لا توبة له.

أما إذا كان المراد من السؤال عمن يتوب من أتباع الشيطان وما إذا كانت له توبة، فالجواب أن كل من يهتدى بهدي الله ويتبع ما أنزله على نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ويبتعد كذلك عن الشيطان وضلاله وإغوائه ويتوب إلى الله توبة نصوحا فإن الله عزوجل قد فتح باب التوبة لعباده مهما كانت ذنوبهم كما ورد في رواية  شطب الممدود أبو الطويل رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال:”أرأيتَ مَن عمل الذنوبَ كلَّها ولم يتركْ منها شيئًا وهو في ذلك لم يترك حاجةً ولا داجةً إلا أتاها ، فهل لذلك من توبةٍ ؟ قال : فهل أسلمتَ ؟ قال : أما أنا فأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ ، وأنك رسولُ اللهِ قال : تفعل الخيراتِ ، وتترك السيئاتِ ، فيجعلهنَّ اللهُ لك خيراتٍ كلِّهنَّ قال وغَدَراتي وفَجَراتي ؟ قال : نعم قال : اللهُ أكبرُ ، فما زال يُكبِّرُ حتى تَوارَى”([1]).

فالحاصل أنه ليس للشيطان( أي إبليس) توبة، أما من تبعه ثم تاب وتبرأ منه فإن الله عزوجل وعد ووعده الحق بالتوبة عليه.

والله تعالى أعلم

[1] أخرجه الطبراني (7/314) (7235)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (3793) باختلاف يسير، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم(3164).