الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فمذاهب أهل السنة معلومة، وهي: مذهب الإمام أبي حنيفة، ومذهب الإمام مالك، ومذهب الإمام الشافعي، ومذهب الإمام أحمد، وهناك مذاهب أخرى لم تنتشر مثل المذاهب المشار إليها، ومنها: مذهب الإمام ابن حزم، ومذهب الإمام الأوزاعي، ومذهب الإمام أبي ثور، وغير ذلك من مذاهب الفقهاء-رحمهم الله-.
وللمسلم الحق أن يقلد أي مذهب من هذه المذاهب، فكلها مذاهب عِلْمٍ وفقهٍ، ولا فرق بينها، فكلها تستمد أقوالها وشروحها وتفاصيلها ومقاصدها من كتاب الله، وسنة رسوله محمد-صلى الله عليه وسلم-، وما ورد عن الصحابة والتابعين، فهي مثل الأدوية المتشابهة في وصفها الداءَ، فأينما قَلَّدَ المسلم هذا المذهب أو ذاك فقد هدى-إن شاء الله-إلى الطريق المستقيم.
ولكن الحذر مما قد يلجأ إليه بعض العامة من التقليد المبنى على التعصب والهوى، وما يؤدي إليه ذلك من الكراهية والفتن.
والله -تعالى- أعلم.