سؤال من الأخت ” ط.ي ” من الجزائر تقول فيه: هل يجب علينا أن نقلد المذهب المالكي في الأحكام الفقهية، ونطلب الفتاوى وفق هذا المذهب، أو يجوز لنا الأخذ من المذاهب الأخرى؟.

هل يجب تقليد مذهب أهل البلد

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فمذاهب أهل السنة معلومة، وهي: مذهب الإمام أبي حنيفة، ومذهب الإمام مالك، ومذهب الإمام الشافعي، ومذهب الإمام أحمد، وهناك مذاهب أخرى لم تنتشر مثل المذاهب المشار إليها، ومنها: مذهب الإمام ابن حزم، ومذهب الإمام الأوزاعي، ومذهب الإمام أبي ثور، وغير ذلك من مذاهب الفقهاء-رحمهم الله-.

وللمسلم الحق أن يقلد أي مذهب من هذه المذاهب، فكلها مذاهب عِلْمٍ وفقهٍ، ولا فرق بينها، فكلها تستمد أقوالها وشروحها وتفاصيلها ومقاصدها من كتاب الله، وسنة رسوله محمد-صلى الله عليه وسلم-، وما ورد عن الصحابة والتابعين، فهي مثل الأدوية المتشابهة في وصفها الداءَ، فأينما قَلَّدَ المسلم هذا المذهب أو ذاك فقد هدى-إن شاء الله-إلى الطريق المستقيم.

ولكن الحذر مما قد يلجأ إليه بعض العامة من التقليد المبنى على التعصب والهوى، وما يؤدي إليه ذلك من الكراهية والفتن.

والله -تعالى- أعلم.