سؤال من الأخت” ط.ر” من الجزائر تقول فيه: هل مشاهدة الأفلام الجنسية الإباحية محرمة على الزوجين أو لا؟، علما بأن زوجي يسهر على هذه الأفلام، ويقول: إنه يتعلم منها أساليب المعاشرة الزوجية.

هل مشاهدة الأفلام الجنسية الإباحية محرمة على الزوجين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالجواب على السؤال من وجهين:

الوجه الأول: مسؤولية العبد عما يسمعه، أو يبصره، أو يفعله، فكل هذا محسوب عليه من قبل الملكين اللذين يعلمان ما يفعله؛ لقول الله-عز وجل-: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ* كِرَامًا كَاتِبِينَ* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ (الانفطار: 10-12)، فعلم من هذا أن العبد سوف يُسأل عما سمع، وما أبصر، وما أسره في نفسه، وفي هذا قال-عز وجل-: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ (الإسراء: 36).

الوجه الثاني: أن مشاهدة الأفلام الإباحية سبب في إثارة الغرائز، وتهيئة النفس لارتكاب ما حرمه الله من الفواحش الظاهرة والباطنة، ومن هنا تكون هذه المشاهدة من المحرمات على العبد؛ لأنها وسيلة إليها، والوسيلة تأخذ حكم الفعل.

أما القول بأن المراد من مشاهدة الأفلام الإباحية الاستمتاع بالمعاشرة بين الزوجين فهذا لا يبرر هذه المشاهدة، والاستمتاع يجب أن يكون بما شرعه الله، وليس بما حرمه من الفواحش.

فالحاصل: أنه لا تجوز مشاهدة الأفلام الإباحية؛ لما فيها من إثارة الغرائز، وإفساد الأخلاق، والدعوة إلى الفواحش، فكل هذا مما حرمه الله في قوله-جل في علاه-لنبيه ورسوله محمد-صلى الله عليه وسلم-: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ (الأعراف: 33). والله-تعالى-أعلم.