سؤال من الأخت ط.ر. من الجزائر تقول فيه: أنا موظفة في جمعية لكفالة اليتيم، هل يجوز لنا الأكل في الجمعية؟، مثلًا: في عيد الأضحى تكفلت الجمعية بغَدَاءٍ لليتامى، وكنا -نحن الأعضاء- نحضره بالطبع، وبعد أن قدمنا لليتامى الأكل والشرب، هل يجوز لنا أكل ما تبقى من الغداء؟.

حكم الأكل من مال اليتامى

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالأصل تحريم الأكل من مال اليتامى بغير  حق؛ لما في ذلك من ظلمهم، واستغلال ضعفهم، وقد عظم الله ظلمهم، ووَعَدَ عليه بالعذاب الشديد؛ فقال -عز وجل-: ﴿إنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ (النساء:10)، هذا في الكتاب، أما في السنة فقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:  «اجتَنِبوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ»، ومنها: «وأكْلُ مالِ اليَتيمِ»([1]).

     هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت: عما إذا كان يجوز للعاملين في الجمعية الأكل مما يتبقى من طعام اليتامى، فهؤلاء العاملون قد يكونون موظفين في الجمعية، أو متطوعين للعمل فيها، المهم أنهم يقومون على رعاية الأيتام وخدمتهم، فهم في مقام العاملين على الصدقات، المستحقين لها مقابل خدمتهم، في قول الله -تعالى-: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا﴾ (التوبة:60).

فالمهم في المسألة أن اليتامى في الجمعية يأكلون طعامهم وشرابهم،  فإذا بقي منهم بقية لا يحتاجونها، فالأفضل أن يأكل موظفو الجمعية ما يتبقى  من الأكل؛ مكافأة لهم على رعايتهم وخدمتهم اليتامى؛ وحرصًا على حفظ الطعام، وعدم امتهانه. والله – تعالى- أعلم.

[1] أخرجه البخاري (2766)، ومسلم (89).