الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب: أن الأم تقص أو تشكو لبنتها، ما تعانيه من زوجة ابنها وابنها في عدم احترامهما لها، فتسأل عما إذا كان إفضاء ما في نفسها لبنتها يعد غيبة.
والجواب: أن مثل هذا الحديث من أم لابنتها، تعاني من عدم احترام ابنها وزوجته، فهي هنا أم يصعب عليها أن ترى ولدها وزوجته ينسيانها، بعد أن عانت من الحمل والولادة والإرضاع والتربية، وقد علم الله -وهو العليم- بما كان وما سيكون لو كان كيف يكون، سلوك مثل هذا الولد مع أمه، فقال عز ذكره: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) (الإسراء:23-24).
هذا هو حق الأم على ولدها، فلا حرج عليها إذا ذكرت لبنتها ما يفعله ولدها وزوجته فهذا ليس غيبة، فالغيبة ترصد معايب الناس، والتعدي لأسرارهم، فيجب على ولدها أن يستذكر ما أمر الله به من بر الوالدين.
والله تعالى أعلم