الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالأصل أن يؤدي أصحاب الزكاة زكاتهم إلى المستحقين في المكان الذي يقيمون فيه، فالمسلم الذي يقيم في ألمانيا أو أمريكا أو أي مكان يدفع زكاته إلى الفقراء في مكانه، لكونهم أحق بزكاة المقيم فيه، هذا في العموم ولكن الأمر قد لا يكون على هذا النحو، فقد يكون أهل المسلم المقيمين في مكان آخر أحق بزكاته.
أن الله عز وجل لما قسم المستحقين للزكاة بدأ بالفقراء والمساكين في قوله جل في علاه: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ}، [التوبة:60]. والفقراء والمساكين يتفاوتون في فقرهم ومسكنتهم، فالفقير الذي يفقد ضرورات الحياة، كالطعام واللباس أحق من الذي يملكه، ولو كان مسمى الفقر ينطبق عليه. والمعنى أنه إذا كان للمسلم أهل فقراء في بلاده، أشد حاجة من الفقراء في مكانه، فهم أحق بزكاته وصدقته؛ لأنهم الأقربون له وبرهم أو جب عليه من غيرهم.
هذا في عموم المسألة: أما عن سؤال الأخت فإن كان أهل المسلم المقيمين في غير ألمانيا أشد حاجة من المقيمين في ألمانيا، وجب نقل الزكاة لهم؛ لأن الأصل في الزكاة دفع الحاجة.
فالحاصل جوابا على السؤال: أنه يجوز للمسلم المقيم في ألمانيا وأروبا وغيرها، نقل زكاته وصدقاته إلى أهل بلده مادام أنهم أشد حاجة.
وأما السؤال عن العملة النقدية التي تدفع بها الزكاة وغيرها، فالأصل أن تدفع الزكاة بالعملة النقدية في البلد الذي يقيم فيه، فمن يقيم في ألمانيا أو أمريكا يحسب زكاته بعملتهما النقدية.
والله -تعالى- أعلم.