الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فظاهر السؤال أن مستحقي الزكاة من الفقراء والمساكين، يضيّفون للذين يأتون لهم بالزكاة.
والجواب أن هذه الضيافة من الأمور المعتادة بين الناس في مناسباتهم ولا يُقصد منها شيئٌ سوى الضيافة والترحيب بالضيف. وهذه الضيافة مما تعارف عليها الناس فأصبحت في حكم العادة، وقد ورد النص على الضيافة في القرآن الكريم، في قصة إبراهيم -عليه السلام- مع رسل الله بقول الله عزوجل: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ، إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ، فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ، فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ}، [الذاريات:24-27].
هذا في عموم المسألة: أما عن السؤال فلا حرج على الذين يوصلون الزكاة إلى مستحقيها أن يقبلوا ضيافتهم؛ لأن هذا من الأمور المعتادة لا يقصد أصحابها إلا إكرام الضيف.
والله -تعالى- أعلم.