سؤال من الأخت ش.أ. من الجزائر، تقول: أخت تسأل عن حكم مبلغ من المال بمقدار 17 مليون أعطي لها من طرف خطيبها لتجهز نفسها من ثياب وذهب كما يجري العرف…. وقامت بذلك، لكن قدر الله أن الزواج لم يتم، وتم فسخ الخطبة من طرف الخاطب. وولي المخطوبة معسور الحال، قال له الخاطب لا ترد لي شيئًا بلهجة بغيضة… وبقي الحال كما هو عدة أعوام بعدها توظفت المرأة وعاد لها أجرة كل الشهر، فعاد أهل الخاطب للمطالبة بالمبلغ السابق. فما حكم الشرع؟

المطالبة بالصداق بعد فسخ عقد الزواج

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

ففسخ عقد الزواج يأتي في الغالب من الخاطب، وقد يأتي من المخطوبة، كوجود رضاعة بين الخاطبين مما يجعل الزواج من المحرمات، أو يكون الفسخ نتيجة سوء فهم حدث بينهما، وظاهر السؤال أن الخاطب دفع للمخطوبة مبلغًا من المال للتجهيز للزواج، وبعد الفسخ قال لوليها (لا تردوا لي شيئًا) فيستنتج من هذا أنه ترك المبلغ للمخطوبة، ربما جبرًا لفسخ العقد، أو يكون بمثابة الهدية لها، وأيًّا كان السبب، فإن هذا المبلغ أصبح من حقها، وليس لأهل الخاطب الحق في طلبه؛ لأن الخاطب قد تنازل عنه وهو أحد الطرفين في العقد، فليس لأهله حق في المطالبة بالمبلغ؛ ولأن ما ذكر مبني على ظاهر السؤال، ولم تتبين ملابسات هذا الفسخ، فالحكم كما ذكر. أما إذا كان هناك ملابسات أخرى فالقضاء هو المرجع في ذلك.

والله -تعالى- أعلم.