الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإدخال الطعام في المساجد جائز، والأكل فيها أيضًا جائز؛ ففي عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان أصحاب النخيل في المدينة يدخلون قناوين الرطب إلى المسجد، ويعلقوها بين السواري للأكل منها، كما يجوز إدخال الطعام إلى المساجد في المناسبات، كشهر رمضان ومناسبة العيدين، وفي غيرهما من المناسبات المشروعة، فكل هذا جائز؛ فالطعام الطيب مما أحله الله لعباده، والمساجد بيوت الله في الأرض، فإدخال الطعام فيها مباح، والأكل فيها مباح كذلك.
وما ذكرته الأخت من إدخال الطعام والحلوى إلى المساجد، حتى أصبحت هذه عادة، فالأصل أن هذا جائز، كما ذكر أعلاه ولكن لا ينبغي أن يكون عادة كأنها واجبة، فهذا لم يأمر به رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، والقاعدة أن ما يأمر به يجب اتّباعه وما ينهى عنه يجب اجتنابه؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)([1]).
فالحاصل أنه لا بأس من إدخال الطعام وما في حكمه إلى المساجد والأكل فيها، خاصة عند الحاجة؛ ابتغاء الأجر والثواب لكن لا يجب أن يكون ذلك كالعادة المتكررة، وما يظن أصحاب هذه الصدقات أن ذلك واجب بل هو استحباب، إذا دعت إليه الحاجة. والله – تعالى- أعلم.
[1]– أخرجه البخاري (2697)، ومسلم (1718)، وأبو داود (4606) واللفظ له، وابن ماجه (14)، وأحمد (26033).