سؤال من الأخت س.ي. من الجزائر، تقول: في أيام الاختبارات الثانية، كانت أمي تجعلنا نفطر في شهر رمضان، فهل علينا شيء غير قضاء الصيام؟

الإفطار في شهر رمضان بأمر الأم بعذر الاختبارات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الأمين محمد، وآله وصحابته، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فما كان يجوز للأم في السؤال أن تأمر أولادها بالإفطار في رمضان بسبب الاختبارات، فالفطر في رمضان لا بد من أن يكون بسبب شرعي، كالمرض أو السفر أو العجز بسبب الكبر، ونحو ذلك مما يعد عذرًا مشروعًا. والأصل فيه قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من أفطر يومًا من رمضان من غير عذر ولا مرض، لم يقضه صيام الدهر، وإن صامه )([1]) والصيام لا يعني الضعف أو العجز أو الكسل، فكان أكثر فتوحات السلف الصالح من الأمة وجهادهم في رمضان.

فعلى هذا يجب على الأولاد قضاء ما فاتهم من الصيام. ولما كانت الأم قد اجتهدت لعدم معرفتها بالحكم في هذا الأمر، فعليها ألا تعود إلى مثل ما فعلت. والله يعفو عنها و يعفو عنا ويرحمنا جميعًا، وهو أرحم الراحمين.

والله -تعالى- أعلم.

[1] – أخرجه البخاري في كتاب الصيام باب إذا جامع في رمضان، معلقاً بصيغة التضعيف قبل حديث (١٩٣٥).