الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالواجب على المسلم اتباع ما جاء في كتاب الله-عز وجل-، وما جاء على لسان نبيه ورسوله محمد-صلى الله عليه وسلم-، وما عدا ذلك يرد على فاعله؛ لأنه يعد غلوا في الدين، وقد أمر الله بعدم الغلو في قوله-عز ذكره-: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ﴾ (النساء: 171)، ومن الغلو في الدين: الزيادة فيه، وقد حدث على بعض المسلمين أقوال وأحاديث موضوعة عن الاحتفاء بالمولد، وهو أمر لم يكن معروفا في أسلافنا، وقد حذر رسول الله-صلى الله عليه وسلم-من ذلك فيما روته أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها-بقوله: «مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ فَهو رَدٌّ»([1])، وقال-عليه الصلاة والسلام-فيما رواه العرباض بن سارية-رضي الله عنه-: «فعليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ المهديّين الراشدين، تمسّكوا بها، وعَضّوا عليها بالنواجذِ، وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ، فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ»([2])، وقد تمسك السلف الصالح بهذه الأوامر والنواهي، والإمام مالك في مسجد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وهو يقول: «كلٌّ يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحبَ هذا القبر»([3])، ولأنه-عليه الصلاة والسلام-وخلفاءَه وصحابته لم يحتفلوا بهذا المولد فهذا بدعة.
فالحاصل: أن الاحتفاء بالمولد النبوي من المحدثات التي لم يكن أثر صحيح. والله-تعالى-أعلم.
[1] – أخرجه البخاري (2697)، ومسلم (1718).
[2] -أخرجه أبو داود (4607)، واللفظ له، وأحمد (17185)، صححه الألباني في صحيح الجامع، (٢٥٤٩).
[3] – القراءة خلف الإمام، للبخاري ص 213.