سؤال من الأخت ” س.ى ” من الجزائر تقول فيه: عزمتني جارتي على حفل المولد النبوي في منزلها، ومن فقرات الحفل: الذكر الجماعي، والضرب على الدُّفِّ، وأناشيد، وأكل الحلويات، هل يجوز لي أن ألبي دعوتها؟.

حكم تلبية الدعوة لحضور الاحتفاء بالمولد النبوي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالواجب على المسلم اتباع ما جاء في كتاب الله-عز وجل-، وما جاء على لسان نبيه ورسوله محمد-صلى الله عليه وسلم-، وما عدا ذلك يرد على فاعله؛ لأنه يعد غلوا في الدين، وقد أمر الله بعدم الغلو في قوله-عز ذكره-: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ﴾ (النساء: 171)، ومن الغلو في الدين: الزيادة فيه، وقد حدث على بعض المسلمين أقوال وأحاديث موضوعة عن الاحتفاء بالمولد، وهو أمر لم يكن معروفا في أسلافنا، وقد حذر رسول الله-صلى الله عليه وسلم-من ذلك فيما روته أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها-بقوله: «مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ فَهو رَدٌّ»([1])، وقال-عليه الصلاة والسلام-فيما رواه العرباض بن سارية-رضي الله عنه-: «فعليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ المهديّين الراشدين، تمسّكوا بها، وعَضّوا عليها بالنواجذِ، وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ، فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ»([2])، وقد تمسك السلف الصالح بهذه الأوامر والنواهي، والإمام مالك في مسجد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وهو يقول: «كلٌّ يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحبَ هذا القبر»([3])، ولأنه-عليه الصلاة والسلام-وخلفاءَه وصحابته لم يحتفلوا بهذا المولد فهذا بدعة.

فالحاصل: أن الاحتفاء بالمولد النبوي من المحدثات التي لم يكن أثر صحيح. والله-تعالى-أعلم.

 

[1] – أخرجه البخاري (2697)، ومسلم (1718).

[2] -أخرجه أبو داود (4607)، واللفظ له، وأحمد (17185)، صححه الألباني في صحيح الجامع، (٢٥٤٩).

[3] – القراءة خلف الإمام، للبخاري ص 213.