سؤال من الأخت” س.ر” من الجزائر تقول: ما حكم من يجزم بأن فلان مغفور له بعدما قبر ودفن؟

حكم من يجزم بأن فلان مغفور له بعد موته

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالجواب: إن الله تقدس اسمه هو المتصرف في خلقه في حال حياتهم وحال مماتهم فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، وكل ذلك برحمته وحكمته في خلقه فلا يجوز لأي عبد من عباده أن يتألى عليه (أي يحلف عليه)، فيصف هذا بأنه مغفور له، وهذا غير مغفور له؛ لأن ذلك تأل عليه وهذا محرم لما رواه جندب بن عبد الله -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” أنَّ رَجُلًا قالَ: واللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلانٍ، وإنَّ اللَّهَ تَعالَى قالَ: مَن ذا الذي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أنْ لا أغْفِرَ لِفُلانٍ، فإنِّي قدْ غَفَرْتُ لِفُلانٍ، وأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ”([1]).

هذا في عموم المسألة: أما عن سؤال الأخت فلا يجوز للعبد أن يقول: بأن فلانا غفر له، هذا لا يجوز بل هو محرم لسببين: الأول: أن حياة العبد بعد مماته مما يخفى فلا يعلمها إلا الله، وأن علم الغيب عند الله وحده فلا يعلم العبد شيئا من هذا الغيب، السبب الثاني: أن هذا تألٍ على الله وهو محرم.

فالواجب على العبد أن يدعو للميت بالمغفرة والرحمة، ويستغفر له، ويتصدق عنه، أما أن يجزم بمغفرته بعد مماته فهذا لا يجوز بل هو محرم.

 

[1] أخرجه مسلم (2621).