الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فنواقض الوضوء كثيرة منها ما يخرج من السبيلين، أي ما يخرج من القبل أو الدبر، والأصل أن العبد إذا تعرض لحدث من قبله أو دبره أن يعيد وضوءه إذا كان قد توضأ. والأصل في هذا ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : (لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ) قال رجل من حضرموت: ما الحدث يا أبا هريرة؟، قال: فساء أو ضراط)([1]). وفي حديث آخر عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (إذا وجد أحدكم في بطنه شيئًا، فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا، فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتًا، أو يجد ريحًا)([2]). وفي حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( يأتي أحدكم الشيطان في الصلاة فينفخ في مقعدته فيخيل إليه أنه أحدث ولم يحدث، فإذا وجد ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا([3]).
هذا في عموم المسألة، أما سؤال الأخت، فقد يكون ما تعانيه مثل ما ذكر من نفخ الشيطان، أو يكون الغالب فيه ( الغازات )، وهذه تحدث بفعل الأطعمة، وتغير أوقاتها وأنواعها . أما قراءة الأخت القرآن من الهاتف ( الخلوي) فهذا مما لا بأس به؛ لأنه يحقق المراد من قراءة القرآن الكريم . والله – تعالى- أعلم .
[1] – أخرجه البخاري برقم : (135).
[2] – أخرجه مسلم برقم :(362)
[3] أخرجه القاسم بن سلام في ((الطهور)) (410)، والطبراني (11/222) (11556) باختلاف يسير، والبيهقي (3509) مختصرًا، ولفظ البخاري” لا يَنْفَتِلْ – أوْ لا يَنْصَرِفْ – حتَّى يَسْمع صَوْتًا أوْ يَجِدَ رِيحًا”( 137).