الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالأصل أن دفع الزكاة فورًا للمستحقين لها من الفقراء والمساكين، لمساعدتهم في ضروراتهم وحاجاتهم. فظاهر سؤال الأخت أو المفهوم منه أن المستحق للزكاة لا يكون قادرًا على كيفية الاستفادة منها، بمعنى أنه قد يصرفها على أشياء خلاف حاجاته الحقيقية، فيظل دائمًا فقيرًا بسبب عدم تدبيره لما يصله من زكاة المتصدقين، مما يتطلب تقسيطها عليه بالشهر؛ خشية سوء تدبيره، هذا هو المفهوم من السؤال. فالمفروض كما ذكر إخراج زكاة المزكي على الفور، فإذا كان أحد المستحقين لا يستطيع تدبير ما يأتيه من الزكاة فيمكن تقسيطها عليه شهريًّا على أن يكون المزكي قد أخرج هذه الزكاة فورًا واحتفظ بحق الفقير ثم يبدأ في دفعها له مقسطة: هذا جائز، ولا حرج فيه إن شاء الله؛ لأن المراد نفع من لا يستطيع تدبير ما يأتيه من الزكاة.

والله – تعالى- أعلم.