الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن الله -عز وجل- أمر المرأة أن تحافظ على عورتها بعيدًا عن الرجال الأجانب عنها، كغض البصر وعدم إبداء الزينة إلا لمحارمها، وعدم لباس ما يكشف هذه العورة، سواء بالقول أو الفعل، ومن ذلك الخلخال، فقد كانت النساء في الجاهلية يضربن الأرض بخلاخيلهن إذا رأين الرجال، فأنزل الله -تعالى- قوله: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ ) إلى قوله -عز ذكره- 🙁 وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ)(النور:31)؛ فاقتضى هذا نهـي المرأة نهي تحريم بإبداء زينتها بضرب الخلخال في الأرجل؛ ليعلم الرجال الأجانب زينتها من لباس وغيره، وختم -عز وجل- الآية بقوله: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(النور:31).
ففي هذا أمر للمؤمنين والمؤمنات أن يتوبوا من أي تقصير في الستر والعفاف.
هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت فلا
يجوز للمرأة أن تلبس خلخالها خارج بيتها، أو عند غيـر محارمها؛ لما في ذلك من كشف للعورة والستر والعفاف، وتقليد نساء الجاهلية.
والله -تعالى- أعلم.