الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد:
فإن من رأفة الله بعباده ولطفه بهم أن يسر لهم أمر عبادته، فلم يكلفهم ما لا يطيقون، في حالات المرض أو الخوف أو العجز، أو نزول الأمطار والصواعق أو هبوب الرياح العاتية، أو نحو ذلك مما يوجب الجمع بين الصلوات . وعامة الفقهاء على جواز الجمع بين الصلوات بسبب المرض أو العذر، وأكثر من قال به الحنابلة واحتج الإمام أحمد على جواز الجمع بين الصلاتين للمريض؛ لأن المرض أشد من المطر،([1]) كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن أوسع المذاهب في الجمع هو مذهب الإمام أحمد، فإنه جوز الجمع إذا كان بالشغل كما روى النسائي مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أن قال : يجوز الجمع أيضًا للطباخ والخباز ونحوهما ممن يخشى فساد ماله، وقال غيره بترك الجمع، ولا يشترط للقصر والجمع نية، واختاره أبو بكر عبد العزيز بن جعفر وغيره ([2]). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أيضًا : ” والقصر سببه السفر خاصة ، لا يجوز في غير السفر. وأما الجمع فسببه الحاجة والعذر ، فإذا احتاج إليه جمع في السفر القصير والطويل، وكذلك الجمع للمطر ونحوه ، وللمرض ونحوه، ولغير ذلك من الأسباب؛ فإن المقصود به رفع الحرج عن الأمة “([3])؛ وعلى هذا يجوز للأخت في السؤال الجمع بين الصلوات بسبب مرضها، ووجودها في المستشفى.
[1] كشاف القناع ج2 ص 5.
[2] – الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية ج 5ص351.
[3] مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ج22ص293.