سؤال من الأخت سمية من آلمانيا، تقول: نحن نقيم في قرية زراعية في إحدى المدن الألمانية، وبها أراض زراعية ولا يعرف أصحاب هذه الأراضي، ونحن لما نخرج نقتطف بعض الفواكه ونأخذ من الخضروات أيضًا؛ لأنه لا يوجد من نستأذن منه كما لا يوجد من يمنعنا، ما نعمله حلال أم حرام؟

حكم الدخول إلى الأراضي الزراعية والأكل من ثمراتها

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

 في هذا السؤال مسألتان: الأولى: الدخول إلى الأراضي المملوكة ملكية خاصة، سواء كانت بيوتًا أو مزارع أو نحوها، فهذه لا يجوز الدخول فيها إلا بعد استئذان أهلها، والأصل في هذا قول الله -تقدس اسمه-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [النور: 27-28]، والمعنى واضح في أنه لا يجوز لأحد الدخول إلى بيت أحد أو مزرعته أو مكانه إلا بإذنه، خاصة إذا كان هذا المكان محاطًا بسياج ونحوه؛ للدلالة على حرزه وسريته، ففي حالة الأخت لا يجوز الدخول إلى المزرعة التي أشارت إليها، ولو لم يكن فيها حارس أو مسؤول؛ لقول الله -عز وجل- في الآية الثانية: {فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ} [النور: 28].

المسألة الثانية: إذا كانت المزرعة من الأملاك العامة، كما هو الحال في بعض البلدان، حيث تكثر الأشجار في البراري، ويكون فيها ثمر يتساقط، فهذه المزارع مثل البحار والأنهار والحدائق ملك عام للناس كلهم، فكما يباح الصيد في البحار والأنهار يجوز الاستفادة من هذه المزارع؛ لأنها وما فيها ملك للعامة، فيجوز الأخذ من ثمار الأشجار والأكل فيها، ولا حرج في ذلك، إن شاء الله.

والله – تعالى- أعلم.